الأربعاء، 15 ديسمبر 2010

تـجـار الـديـن وحـميـر الغـرب !




المتأمل في حال السعودية في السنوات الأخيرة والأحداث الإرهابية التي حصلت بعد أن رفع الأبناء
السلاح في وجه آبائهم وسقطت السعودية في موجة من العنف لم ينقذها منها إلا سواعد أبنائها المخلصين
من رجال الأمن وتكاتف الشعب خلف قيادته وتأييده التام لها ونبذه للعنف ولفظه للأفكار التي تتسم
بالعنف تجاه الدولة ..


ظهرت بوادر من الدولة للإصلاح السياسي وذلك بإجراء انتخابات بلدية ووعود من القيادة العيا
بإجراء انتخابات نصفية لمجلس الشورى بنهاية العام 2009وانتخابات كاملة في عام 2014
ولانعلم هل هي كانت نتاج ضغوط خارجية أم رغبة داخلية حقيقية في الإصلاح وذلك بالإستفادة من
الدروس الأليمة التي مرت بها البلاد ..


وأيضا اتسع هامش الحرية قليلا في الصحف المحلية وفي الإنترنت وظهرت مبادرات كالحوار الوطني
والذي يعتبر شكليا ولاقيمة له لأنه يخرج بتوصيات مدرجة سابقا ولاتنفذ وتبقى حبيسة الأدراج ..


والمراقب للوضع الحالي يرى انتكاسات وجمود في المشهد السياسي داخل السعودية وتوقف لعجلة الإصلاح
الذي كانت عنوانا لأغلب الصحف المحلية قبل أربع سنوات أما الآن فانشغلت الصحف وانشغلنا معها بقضايا
هامشية كالاختلاط والهيئة وعمل المرأة وقيادة المرأة للسيارة وأدرنا ظهورنا للقضايا الحقيقية التي تهم
مستقبل الوطن كتعزيز القوة العسكرية للبلد في ظل أوضاع حرجة تمر بها المنطقة ومحاربة الفساد
والمشاركة في صنع القرار والعدالة في توزيع الثروة وطريقة سلسة ومرنة للحكم الرشيد ..


وللأسف هذه المرحلة الفكرية التي نمر بها من أسوا المراحل وشهدت سقوطا ذريعا لأغلب الرموز
الفكرية والمثقفين والعلماء والدعاة والكتاب على الساحة والذين يمثلون أهم تيارين بارزين على الساحة السعودية
وهما التيار الليبرالي والتيار الإسلامي واللذين يتصارعان منذ مدة وهما للمعلومية تابعين وليس عندهما
أي استقلالية في التفكير ولو أصدر الحاكم أمرا في أحد القضايا المتنازع عليها لن يكون لهما من الأمر شئ
غير التسليم والسكوت والرضا بما قرره الحاكم والشواهد كثيرة ..
فهما صناعة حكومية بإمتياز وإفراز طبيعي للقوالب التي شكلت المجتمع عن طريق سياسات عليا رسمتها الدولة
ولهما حدود لا يستطيعان تخطيها ومن الخطأ الثقة بايدلوجية وبرنامج التيارين ..


فمفكر من التيار الإسلامي يقول أن قضية الإختلاط أهم عنده من تحرير القدس وآخر ليبرالي يقول أنه لن يرتاح
إلا وأن يرى الفتاة السعودية تسقيه خمرا في بار سعودي فكيف نثق بهؤلاء ..

فما نمر به الآن مرحلة انحطاط فكري وثقافي وضياع للبوصلة وابتعاد عن رسالة الإسلام الخالدة وقيمه وتعاليمه
وأحكامه وبعيدين ايضا وبمراحل عن دولة الإسلام الحقيقية (دولة العزة والكرامة للفرد المسلم )
وقابلين للإنقسام والتفكك في ظل غياب مشروع حقيقي يكون الجميع تحت ظله ..

والملاحظ الآن بوادر لظهور تيار ثالث يجمع مبادئ الإسلام والقضايا الكبرى للأمة التي ينصلح بها حال المجتمع
والاحتساب الحقيقي لا الشكلي وبين مبادئ الليبرالية التي لاتتعارض مع روح الإسلام كالحرية الحقيقية في التفكير
والإنتماء الفعلي للمجتمع المسلم ومبدأ المشاركة الحقيقية في بناء البلد , وأتباع هذا التيار في تزايد مستمر لأنهم
لفظوا تجار الدين الذين لاهم لهم إلا الفوز بمنصب و11وظيفة وشرعنة وتحليل كل مايفعله السياسي ( كالربا ) وحمير الغرب الذين
لاهم لهم إلا وجه وفرج المرأة ..


وسيكتسح هذا التيار الوطن في سنين معدودة لينهض ويعمر بلده ويعيد للإسلام روحه الحقيقية ..


شموخ قلم

9/1/1432

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق