كتب : شموخ قلم : بوابة عرعر :
لا أحد ينكر المكانة الرمزية لمنبر الجمعة , في قلوب المسلمين ووجدانهم ,
فهو المنبر الذي يتوارثه الصالحين والأتقياء من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ,
ولا أحد ينكر قوة الوسيلة الإعلامية التي يمتلكها خطيب الجمعة , فملايين
المستمعين بإنصات وخشوع لما يقول , طمعا واحتسابا للأجر ,
ولكن ظهرت لنا في هذا الزمان الأغبر فئة تحسب على الخطباء والشيوخ ,
اعتلوا منابر الجمعة , لا حبا في الإصلاح وهداية الناس , والحديث عن مشاكلهم
وهمومهم , وبيان مواطن الخطأ والفساد في المجتمع , بل طلبا للوجاهة
الإجتماعية و طمعا في المال ,
فهؤلاء حصروا منبر الجمعة للحديث فقط عن العبادات وبعض العادات الإجتماعية
السيئة , كالغيبة والنميمة , والتيمم , وأحكام الصلاة والحج والصيام , لا أقول
ذلك تنقصا من تلك الأحكام والعبادات ( وأبرأ إلى الله من ذلك ) ,
بل لأن المجتمع متعلم وحتى الصغار يعرفون تلك الأحكام ,
فالدور التوعوي والتوجيهي في الأمور المهمة في المجتمع , كالأمور
الحياتية والمعيشية للمواطن مفقود ,هل هو خوف يعتريهم من التطرق لهذه
الأمور , وخوف على الدراهم التي تأتيهم من وراء هذه الخطب المكررة والمملة ,
أم لأنهم شبعانين ولا مشاكل مالية , وأمورهم الحياتية منجزة بيسر, أم بسبب
الخمسمية التي يتاقضونها عن كل خطبة , و4500 راتبهم الشهري ,
غير وظائفهم الأخرى الحكومية وغير الحكومية ,,
لماذا يصبون جام غضبهم على المواطن وأنه سبب الفقر وسبب الامراض
والكوارث , والسيول , وكل مايحصل بسبب ذنوبه , والمسؤولين بريئين
براءة الذئب من دم يوسف ؟
لماذا حديثهم عن الأمن والأمان ويتناسون خطر الجوع والفقر ؟
لماذا لا يتكلمون عن اكل أموال الناس بالباطل ؟
لماذا لا يتكلمون عن ارتفاع الأسعار وتغاضي الدولة عن التجار ودعمها
اللامحدود لهم و لماذا لا يتكلمون عن الواسطات , وسرقة الوظائف من
أفواه الغلابا لتذهب لأبناء وقرابة المسؤولين عنها ,
لماذا لايتكلمون عن الروتين الممل في الدوائرالحكومية
الحكومية , وتعطيل مصالح الناس , وتراخي الموظفين في انجاز
معاملات المواطنين , أين هم من البطالة , التي أحرقت زهرة شبابنا , لماذا
لايتكلمون علن انتشار الرشوة ,
لماذا لا يشعرون المسؤولين بأن المواطن أصبح غريبا في بلده , لماذا لا يتكلمون
عن طوفان الأجانب الذي غمر البلد , بفضل تجار الفيز وعديمي الضمير ,
أين هم من قضايا الأمة الإسلامية , فلسطين والعراق وأفغانستان والصومال
وكشمير , والشيشان ,
أين دورهم الاجتماعي في مساعدة المحتاجين وتزويج الشباب وإنشاء الجمعيات
الخيرية وحث الناس على ذلك ,فلا دور لهم على الإطلاق ,
لا أقصد التعميم فهناك خطباء ومشايخ لهم دور واضح في مجتمعهم ,
ويدركون أهمية خطبة الجمعة , وأنها موجهة لجميع أطياف المجتمع ,
حاكمين ومحكومين ,مسؤولين وموظفين , فقراء وأغنياء , تجار ومستهلكين ,
ولكن تبقى هذه الفئة موجودة وبكثرة وأصبح لهم منهج واضح ,
واستحقوا بجدارة لقب خطباء الدراهم , وشيوخ الريال ,,
تخيلوا هالخطيب بالسعودية :
http://www.youtube.com/watch?v=WKJDjWvdcrc&feature=player_embedded
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق