الخميس، 9 ديسمبر 2010

الـزواج اللعيـن بيـن المـــال والسلطـــة ..!






كتب : شموخ قلم :



لي وقفة مع كلمة الشفافية التي وردت في البيان الصادر من

الديوان الملكي والتي أكدت على الشفافية بين ملكنا الغالي وأبنائه

الشعب السعودي وأنا أحد هؤلاء الأبناء المخلصين واتباعا لمنهج

الشفافية سأتحدث في مقال أتمنى أن يكون شاملا

للمشهد السعودي :










في ظل ضياع مئات المليارات وآلاف المشاريع في ظل الطفرة

الهائلة في الميزانية وفي اسعار النفط ,,التي وصلت لمستويات

مرتفعة جدا ,,
فالميزانية تجاوزت تريليون ومائة مليار ريال للعام الماضي ,, ولم

نرى أي تغييرحقيقي على أرض الواقع ,,

غير مشاريع على الورق بدءا من المدن الإقتصادية ,,

التي زعموا بأن مدينة الملك عبدالله ستوفر ما لايقل عن نصف

مليون وظيفة للسعوديين ,,

والمدينة الإقتصادية بحائل وجيزان وووو ,,ومرورا بالمشروعات

الكبرى الجديدة بالجبيل وينبع ..

فالمدارس أغلبها مستأجرة ,, والمباني الحكومية من وزارت ودوائر

حكومية مستأجرة ,, وبعضها من عهد الراحل الملك سعود ..

والبطالة تجاوزت بكثير حدود المعقول ,, فلا وظائف جديدة تعتمد

رغم النقص الهائل في أعداد الموظفين في أغلب الدوائر الحكومية

فيكفيك مراجعة أقرب دائرة حكومية في أي مدينة ..

لترى كثرة وزحمة المراجعين ومعاملات لاتنتهي إلا بالأيام والأسابيع ..

فليس هناك أي تخطيط لإعتماد وظائف جديدة في الدوائر

الحكومة حسب الزيادة السكانية ..
وقس على ذلك جميع وزارات الدولة ,, عسكرية ومدنية

فالمتقاعدين سنويا في القطاعات الحكومية يتجاوزون 50 ألف

متقاعد ,, ولا نرى أي اعلانات لشغل هذه الوظائف ..

وطوفان الأجانب يغمر البلد ,, والسعودة نجحت فقط في

توفير وظيفة مميزة للسعوديين وهي سكيورتي وبراتب 1500

ريال ,,

في ظل عزوف الأجنبي عنها فأحد الأقارب يحكي لي أن شركة


سعودية عملاقة تعمل على مشروع الجدار العازل بين السعودية

والعراق أحد الأجانب فيها وهو نمساوي الجنسية ..

يستلم راتبا وقدره 450 ألف ريال شهريا وسيارة آخر موديل

كل سنة مع بدل سكن ,, ولا يحضر إلا مرة بالشهر ,,فأين

السعودة عن هذه الوظائف في الشركات الكبرى التي لاتوظف

السعودي إلا سكيورتي .. والأجنبي بدون مؤهلات .. وخبرات

يستلم عشرات الألوف غير بدل السكن ..

فعلا إنه زمن الامتيازات للأجنبي ,, وزمن البطالة لإبن البلد

فأعداد الأجانب تجاوز الـ8 ملايين وأعداد الشباب العاطل
يتجاوز المليون .. !


ففي هذا الوضع : لايخرج الأمر عن احتمالين :

1/ خطة حكومية ليبقى الشباب السعودي معطلا لأهداف غير معلنة ..

2/ افلاس استراتيجي في التخطيط وتشترك في هذه النقطة
(وزارة المالية ووزارة التخطيط )..


هذا غير الإنزلاقات الخطيرة في الحالة الاقتصادية ,, فالطبقة

الوسطى تحولت لطبقة فقيرة ,, بين عشية وضحاها :بسبب :

1/ كارثة الأسهم ..

2/ الإصرار العجيب على الارتباط بالدولار والذي

هوى بريالنا العزيز لأسفل سافلين ,, وفقد نصف قيمته ..

فمن راتبه الآن 7000ريال فهو = الآن 3500ريال

كل ذلك بسبب الارتباط السياسي والنكاح الدائم الغير منتهي

بطلاق بين الريال والدولار ,,

3/ التضخم وغلاء الأسعار وعدم اتخاذ وزارة المالية ووزارة التجار

أي اجراءات لتحديد الأسعار أو هامش الربح ,, أو رفع

الرواتب بشكل يوازي ارتفاع الأسعار ..

4/ عدم حل مشكلة السكن والتي تستهلك ثلث مدخول الأسرة السعودية ..

5/ الإتجاه وبقوة للإقتصاد الرأس المالي ,,والتخلي عن الإقتصاد


الإجتماعي ..

وتجاهل نظريات وتطبيقات الإقتصاد الإسلامي وتعطيل الزكاة

وحصرها على زكاة الماشية والشركات التي يؤخذ منها زكاة على

رأس المال المسجل في بداية إنشاء الشركة فقط وتجاهل زكاة

أموال الأغنياء في البنوك التي تصل لمئات المليارات ,,
من الدولارات في البنوك الداخلية والخارجية ...

فالبلد الآن يسير للهاوية وفي طريق مختلف للذي رسمته له الخطط

الخمسية وخطاب خادم الحرمين الشريفين حفظه الله عندما تولى

الحكم ,, وقد تعهد على السعي لرفاهية المواطن ,, ولكن هناك

أيادي خفية تعبث بمقدرات وثروات الوطن وتعمل جاهدة

للإستئثار بها ومنهم الوزراء التجار والذين يعملون على تحقيق

مصالحهم الذاتية ,, ومصالح إخوتهم التجار ويدل على ذلك :

منع استيراد السيارات التي تجاوز عمرها خمس سنوات بعد حملة

مقاطعة السيارات ( خلوها تصدي ) والآن يعملون على انتزاع

قرار بقيادة المرأة للسيارة ,, لمصالح تجارية بحتة ,,

وأيضا نظام الاحتكار الذي صدرت مراسيم بمحاربته ,,

فللمواطن الحق أن يستورد أي سلعة وبأي كمية ,,

ولكن من يستطيع الوقوف بوجه التجار إذا جمعوا بين السلطة

والمال ..

فالمواطن أصبح كالآلة يعمل ليوزع راتبه على تجار العقار

والاتصالات والمواد الغذائية ووكالات السيارات والبنوك ,,

ولتعلم أن الرواتب هزيلة تعال معي لنحسب :

سنحسب راتب معلم أو عسكري برتبة وكيل رقيب في المتوسط الراتب :

7500ريال ..

ايجار 1500,,اتصالات جوال نت 500,,فاتورة كهرب 400
ماء 200,, مصاريف دراسة 400,, قسط سيارة 1500
قسط بنك 2000,,مواد غذائية بدون ذبيحة دجاج فقط 800
أدوية وحليب أطفال 200,,مصروف شخصي 400,,
مصروف للسيارة 400,,مصاريف طارئة 800

=9100

يعني الموظف أصبح فقيرا حسب التعريف الشرعي ويستحق
الزكاة لأن مدخوله لايكفي متطلباته ومصاريفه ,,

فالصوت القوي في البلد الآن هو صوت التجار والصوت الخافت

والغير مسموع هو صوت الغلابا والمساكين ,,الذين يسبحون في

بحر الفقر والجوع ويستغيثون ولا من مجيب ,, آذان صماء

وجدران بنيت من طوب واسمنت عازل للصوت ,, وأسوار

شائكة تمنع وصول معاناتهم ,,وحقول ألغام تحول بينهم وبين التمتع

بثروات بلدهم ,, فأصبح المواطن يموت حزنا وقهرا بسبب

الدين والفقر ..

ومن المفارقات في بلدنا أن الوزير شركاته تملأ البلد وجيش جرار

من العمالة ,,والموظف البسيط يمنع من فتح مغسلة أو بقالة ,,

فبالمقارنة بيوت الصفيح والعشش وحمامات الذهب والفضة ,,

وبين داتسن 82 رفارفها مصدية وبين فيراري مصنوعة من

الذهب الخالص ..

وبين جوال أبو كشاف بـ80ريال وبين جوال مرصع بالياقوت والألماس ..

وبين الزحام وقتال النساء والأطفال على كيس طحين أو رز زكاة فطر وبين
ملايين تهدر في صالة قمار أو حانة سكر في عاصمة أوربية ..

إنه الزاوج اللعين بين السلطة والمال الذي لن يلد إلا الفساد ,,

حينها تعلم أين تذهب الثروات المهدرة ! ثروات لو استغلت

بشكل جيد لوضعتنافي مصاف الدول المتقدمة ..

وأمنت لجيلنا الحالي وجيل المستقبل حياة آمنة

مطمئنة ,, ولكن لا رقيب ولا حسيب ,, ولا أمانة أو ضمير ..


شموخ قلم

8/12/1431

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق